لا للمستحيل...قواعد في تغيير النفس
--------------------------------------------------------------------------------
قال تعالى: ((إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ))، ويقول سبحانه
وتعالى: ((ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّراً نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)).
قد يحاول الكثير منا تغيير بعض طبائعه إلى الأفضل، أو تغيير بعض عاداته إلى الأحسن، ولكن تواجهه
العديد من العقبات والمشكلات التي تجعله يقف مكتوف الأيدي عن تحقيق أهدافه وآماله وأحلامه، مما
يؤدي إلى أن يبدأ تحطيم ثقته بنفسه، و تكون النتيجةفي النهاية، عدم المواصلة في تغيير النفس،
{أي: الفشل}.
ومما قرأت هذه بعض القواعد المهمة حتى يستطيع المسلم تغيير نفسه إلى الأفضل كي يسعد في الدنيا
والآخرة، وهي بمثابة خطوات مهمة تعيننا على تطبيق هذه القواعد.
القاعدة الثانية: الأهداف والنتائج الايجابية:
وهي في الغالب نقيض النتائج السلبية السابقة، أكتب النتائج الإيجابية المترتبه عن تحقيق الهدف.
مثلاً:
*.نتائج الايجابيه لترك التدخين:
أولاً: رضى الله سبحانه وتعالى بأن توقفت عن معصيته، وقال صلى الله عليه وسلم: ((من ترك لله شيئاً عوضه خير منه)
ثانياً: صحتك ستتحسن إلى الأفضل
ثالثاً:توفير المال الذي كان يضيع في التدخين.
*. نتائج الإيجابية لترك سماع الأغاني:
أولاً:التوقف عن معصية الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ((ليكونن
أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف))
ثانياً: رقة القلب
ثالثاً:تدبر القرآن وفهمه.
*. النتائج الايجابيه لحفظ القرآن:أجر حفظ القرآن، وماذا أعظم من هذه النتيجة.
حاول أن تحفز نفسك، فكر في كل الفوائد والمميزات التي ستحصل عليها من تحقيقك لهذا الهدف، وكلما
تفكرت بهذه الفوائد، كلما ازدادت رغبتك في تحقيق هذا الهدف.
القاعدة الثالثة: ضع خطة عمل:
هذا هو الوقت الذي يبدأ فيه العمل والتنفيذ، ولتبدأ بهدف واحد تريد تحقيقه، ومن خلاله تغير نفسك،
ووضع خطوات العمل
مثلاً: المحافظة على صلاة الجماعة
خطواتها:
1. قراءة الأحاديث الواردة في فضل المحافظة على صلاة الجماعة، والتبكير إلى الصلاة،
وأجر الصف الأول، وأجر من حافظ على التكبيرة الأولى.
2.الاستفاده من المنبه(الساعه) لتنبيهك على دخول وقت الصلاة.
3. طلب من تثق به أن يعينك ويذكرك بدخول وقت الصلاة.
قم بالتركيز على خطوات العمل التي قمت باختيارها، ثم ضعها في حيز التنفيذ(أبد بالتطبيق).
وتذكر أن العادة لن تتغير حتى تتغير أنت، وتتقبل فكرة التغيير باعتبارها
محفزاً إيجابياً، فإن هذا سيعطيك المزيد من الشجاعة وقوة اتخاذ القرار.
القاعدة الرابعة: التدريب ثم التدريب ثم التدريب:
لابد من معرفة أن التغيير ليس بالسهل، فإننا نواجه تغيير عادة تعودنا
عليها سنين طويلة، ولذا لابد من التدريب، والاستمرار على ترويض النفس،
فبعد مرور مدة من تدريب ستتغير هذه العادة.
يظن البعض عند محاولة تغيير نفسه أو عاداته أنه يستطيع أن يغيرها بكل سهولة، وما أن يوجه أول
صعوبة أو يفشل في التغيير، يقوم بترك هذا البرنامج، وبالتالي لن يحقق ما وضعه من هدف.
ولذاعلينا بالتدريب، ثم التدريب، ثم التدريب، فإنك مع التدريب ستصل إلى ما تريد إن شاء الله،
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفلِحُونَ))
القاعدة الخامسة: الابتعاد عن السلبيين:
حاول أن لا تجالس من لم يستطيع تحقيق هذا التغيير، فإن هؤلاء سيقومون بتحطيمك ويضعون أمامك
العراقيل التي تؤدي إلى توقفك عن مشروعك والهدف الذي وضعته لنفسك، فهؤلاء هم رفقاء السوء،
الذين يثنونك عن النهوض بنفسك والارتقاء بها إلى الأفضل، والابتعاد عن معصية الله سبحانه وتعالى.
إن تغيير النفس يتوقف بتعلق القلب بالله والاستعانة به فنحن نقول في كل ركعة
﴿"إياك نعبد وإياك نستعين "﴾ والنبي صلى الله عليه وسلم علّم عبدالله بن عباس : إذا سألت فاسأل الله
وإذا استعنت فاستعن بالله فلابد أن تكون إرادتك في تغيير نفسك قوية، ولابد من العمل والبدء في
تغيير نفسك، ثم عليك بالصبر، فإن أفضل الأمور هي الصبر.
والله الموفق " اللهم أجمع القرآن في قلبي حفظاً وفي لساني تلاوةً وفي سلوكِ خلقاً وأرزقني منه العلم